دروب اندلسية

دروب أندلسية" كتاب يصل الماضي بالحاضر من تأليف "عبد الوهاب محمد الحمادي" نطوف مع كاتبه في ربوع قرطبة والزهراء واشبيلية وغرناطة ونراها في صور ملونة بلغت المئة وثمانين صورة يرافقها شرح مفصل عن كل مدينة وكل معلم تاريخي يجسد الآثار الأندلسية في إسبانيا، وتاريخها وثقافتها بكل ما تحمله من زخم، وخصوصاً عندما يستحضر الكاتب شعرائها وأدبائها وأقدام جيوشها، وقصورها، ومساجدها وغيرها من ذكريات وصور. يقول المؤلف عن عمله هذا "... هذا الكتاب دليلاً خفيفاً مصوراً لزائر الأندلس، يطوف فيه على حواضر الأندلس الكبرى والتي شهدت المحطات المفصلية في ذلك التاريخ، وعليه بعض التعليقات الخفيفة، راغباً منه أن يكون كالمقبلات التي تهيئ المعدة للوجية الدسمة، ككتب عبد الله عنان... وعبد الرحمن حجي وشكيب أرسلان وغيرهم من أرباب الفصاحة والبيان (...) غايتي من هذا الكتاب أن يشعر قارئه بمتعة فكرية ذات أسلوب سلس وأقول: هل هذا الكتاب كتاب أدب وحلات؟ نعم، ولا! هل هو كتاب تاريخ؟ نعم، أو لا! هل هو كتاب مصور؟ نعم أو لا! هل وهل وهل وسيظل الجواب بنعم و... لا، شيئاً من هذا وذاك...". ومن (دروب أندلسية) نقتطف للقارئ أربعة أبيات لمحبوبة (ابن زيدون) (ولادة بنت المستكفي) يعقبها أربعة لابن زيدون. تبوح ولادة له: "أنمار عليك من عيني ومني/ ومنك ومن زمانك والمكان/ ولو أني خبأتك في عيوني/ إلى يوم القيامة ما كفاني. فيرد ابن زيدون بزفرة الميتم: يا من غدوت بين الناس مشتهراً/ قلبي يقاس عليك الهم والفكرا/ إن غبت لم ألق إنساناً يؤانسني/ وإن حضرت فكل الناس قد حضرا"