في الفكر العربي الحاضر والمعاصر

في كتابه "في الفكر العربي الحديث والمعاصر" يثير الكاتب أحمد برقاوي العديد من القضايا الفكرية ويجعلها على بساط البحث والنقاش، سواء ما تعلق منها بنقد التراث وتحديث الثقافة، أو بنهوض الأمة وتقدم المجتمع، أو بتحرر الفكر وإصلاح العقل، وفي مثل هكذا مقاربات لا بد أن تختلط الإعتبارات الإيديولوجية والنضالية مع المشاغل المعرفية، كما يتمثل ذلك لدى المهتمين بعصر النهضة وقدموا في حينها إجابات جسدت تصوراتهم حول الواقع الراهن. في الكتاب يستعرض المؤلف آراء العديد من المفكرين العرب والأجانب حول أساس عملية النهضة، فيحضر في الكتاب الجابري وطيب تيزيني ووجيه كوثراني وفاروق أبو زيد وآخرون. ولكن الرأي الخاص للكاتب يتمثل في قوله: "ونحن إذ نكتب عن عصر "النهضة" العربية وفكرها، فإنما نحاول أن ندحض أوهام من يجهد لاستعادتها أو استعادة جزء منها، وأن ندلل أن النهضة لن تُستعاد، أجل فالتاريخ لا يعيد نفسه وإن فعل ذلك فإن الإعادة لن تكون إلا كاريكاتيراً لما سبق وتحقق على حد تعبير ماركس، وأن نجعلها مدخلاً لدراسات لاحقة لتاريخنا المعاصر في بعض جوانبه. تُرى هل تقدم النهضة أجوبة على أسئلتنا المعاصرة، (...) أم أن أسئلتنا وأجوبتنا مختلفة جداً عن أسئلة وأجوبة النهضة؟ (...) ولهذا فإن مهمتنا تنحصر قبل كل شيء في تناول فلسفي– تاريخي لعصر يحتل لدى المثقف العربي مكانة مشروع عظيم لم يتحقق حتى هذه اللحظة ...". هذا الكتاب إطلالة هامة – على أكثر ما عرقل المشاريع الحضارية، منذ عصر النهضة إلى اليوم